الجن العاشق

 **الجزء الخامس: عهد الدم**  

كانت المذكرات هي المفتاح الأول لفك ألغاز الماضي. مع كل صفحة كنت أقرأها، كنت أشعر أنني أقترب أكثر من الحقيقة، لكنني في الوقت ذاته أفتح أبوابًا مظلمة لم يكن يجب فتحها.  
تحدثت المذكرات عن قصة حب مأساوية بين "ليلى"، صاحبة الدفتر، وشخص يدعى "مالك". كان مالك إنسانًا عاديًا في البداية، لكنه تورط في السحر الأسود ليضمن بقاء ليلى بجانبه إلى الأبد.  
**"لقد خانني حين تركني وحيدة في ذلك العالم المظلم. أراد أن يتخلى عن كل شيء ليبدأ حياة جديدة، لكنني رفضت. أقسمت أنني سأبقى، وسأطارده حتى النهاية."**  
بدأت أفهم أن الجن العاشق هو "مالك"، وأنه لم يكن مجرد جن عاشق بالصدفة، بل كان روحًا هائمة تحولت إلى جن بسبب لعنة السحر الأسود الذي استخدمه بنفسه.  
في تلك الليلة، وبينما كنت أغوص في تفاصيل القصة، حدث شيء لم أكن أتوقعه. ظهر مالك أمامي بشكل كامل لأول مرة. لم يكن مجرد ظل أو طيف، بل كان رجلاً ذا ملامح حادة وعينين مشتعليتين.  
"الآن فهمتِ، أليس كذلك؟ أنا مالك، وأنا هنا من أجلك."  
تجمدت مكاني. لم أستطع التحدث، لكن قلبي كان يخبرني بأنني أقف أمام كيان قديم يحمل مشاعر مختلطة من الحب والغضب.  
"لماذا أنا؟ ماذا تريد مني؟" سألت بصوت مرتعش.  
"لأنكِ ليلى. روحك هي امتداد لها. أنتِ من كنت أبحث عنها منذ مئات السنين. لن أدعكِ تتركينني كما فعلت هي."  
لم أستطع تصديق ما سمعته. هل هذا يعني أنني أعيش حياة أخرى، وأن حياتي الحالية ليست سوى انعكاس لماضي شخص آخر؟  
في اليوم التالي، أخبرت محمود والشيخ بكل شيء. قرر الشيخ أن الوقت قد حان لمواجهة الحقيقة بالكامل.  
"علينا كسر العهد القديم الذي يربط مالك بروح ليلى. هذا هو المفتاح الوحيد لإنقاذك يا سمر."  
سأل محمود: "وكيف يمكننا فعل ذلك؟"  
"يجب أن نجد مكان السحر الأصلي الذي تم فيه هذا العهد. هذا المكان هو مصدر قوته. لكن الأمر لن يكون سهلاً. كلما اقتربنا، ستزداد قوته."  
بدأت رحلة البحث عن هذا المكان. باستخدام المذكرات، وجدنا إشارات غامضة عن بيت مهجور يقع في قرية نائية، كان يُعرف بأنه المكان الذي بدأ فيه كل شيء.  
عندما وصلنا إلى هناك، كان البيت في حالة مروعة. الجدران متهالكة، والرائحة خانقة، وكأن المكان قد طُمس من الوجود.  
في منتصف الغرفة الرئيسية، كان هناك نقش دائري على الأرض، بدا وكأنه طقس سحري قديم. الشيخ بدأ في قراءة القرآن بقوة، ومحمود وقف بجانبي وهو يمسك يدي بقوة.  
فجأة، اهتز المكان وكأن زلزالاً قد ضربه. ظهر مالك أمامنا بغضب لم أره من قبل.  
"لن تجرؤوا على كسر العهد! هي لي إلى الأبد!"  
بدأت أشعر بثقل رهيب على صدري، وكأنني أُسحب خارج جسدي. لكن الشيخ استمر في القراءة، وطلب من محمود أن يسكب ماءً مقروءًا عليه فوق النقش.  
عندما فعل محمود ذلك، سمعنا صرخة مدوية. مالك كان يقاوم بقوة، لكن شيئًا بدا وكأنه يضعف.  
"سمر، تذكري! الحب لا يموت أبدًا!" قال مالك بصوت يتلاشى تدريجيًا، قبل أن يختفي تمامًا.  
بعد انتهاء الجلسة، شعرت بسلام داخلي لم أشعر به من قبل. بدا أن العهد قد كُسر، وأن مالك قد اختفى إلى الأبد.  
لكنني لم أكن متأكدة تمامًا. كنت أشعر بأن جزءًا صغيرًا منه لا يزال هناك، يراقب من بعيد، ينتظر لحظة ضعف.  
---
**يتبع في الجزء السادس:**  
(بعد أن تظن سمر أن كل شيء قد انتهى، تبدأ علامات جديدة في الظهور. هل اختفى مالك حقًا؟ أم أن هناك عهدًا جديدًا يُكتب؟)  
x  لا تنسي المتابعة (قصص جميله)


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العشق الممنوع 2

العشق الممنوع

العشق الممنوع النهاية