ظل لايختفي 1

 **ظل لا يختفي**

في حيّ شعبي هادئ في أطراف القاهرة، عاش "مروان"، ولد عنده 17 سنة، مع عائلته. مروان كان عاديًا جدًا، زي أي حد في سنه. بس كان عنده حاجة غريبة.. حاجة تشجعه.
من يوم ما وُلد وهو بيشوف إن ظلّه مش طبيعي. مش شبهه أوي، يعني لو رفع إيده، ممكن يلاقي ظلّه واقف مكانه. لو يمشي يمين، الظل ممكن يمشي شمال. حاجة كانت بتقرفه وتخوفه، بس كل ما يقول لحد، الناس كانت بتضحك وتقول له: "يا ده بني وهم، دي مجرد خيالات!"
بس مروان كان عارف إن الموضوع مش خيال. الموضوع بدأ يكبر لما لاحظ إن ظلّه بيعمل حاجات هو ما بيعملهاش. في يوم كان قاعد على سريره بيذاكر، بص على الحيطة لقى ظلّه واقف.. بيبص عليه. الظل كان عامل زي ما يكون عنده شخصية مستقلة. مروان كان مش قادر يتخلص منها.
الليل ده، مروان نام بصعوبة. وهو نايم حلم بكابوس غريب. شاف ظلّه ماسك سكّينة، وبيجري وراه في شارع ضلمة. مروان كان بيصرخ، بس ما كانش فيه صوت بيطلع. صحى فجأة على صوت حاجة بتتكسر في الصالة.
خرج من أوضته، لقى أبوه وأمه قاعدين، والتلفزيون مكسور على الأرض. أمه قالت له بخوف:
"إنت اللي عملت كده يا مروان؟"
مروان بص لهم وهو مذهول:
"أنا؟ أنا كنت نايم!"
بس محدش صدّقه، خاصه إنهم شافوا شكله في العتمة، وكان ظلّه بيتحرّك لوحده.

الأيام اللي بعدها، مروان لاحظ إن ظلّه بقى يتدخل في حياته أكتر. لو حاول يتجاهله، يلاقيه بيعمل أشياء غريبة، زي إنه يجرح ناس حواليه، أو يكسر الأشياء. الظل ما كانش مجرد انعكاس، ده كان زي كيان مستقل.
في يوم، وهو راجع من الدرس بالليل، قابل واحد من المدرسة اللي دايمًا بيتنمر عليه، وقف في نص الشارع. الظل بتاع مروان بدأ يتحرك لوحده، وبدل ما يمشي مع مروان، رح للولد. الولد بدأ يصرخ:
"إبعد عني!"
حاول مروان يرجع، لكن الولد وقع على الأرض وفضل يصرخ ويقول:
"الظل بتاعك.. إنت إيه؟"
مروان ما قدرش يستحمل أكتر من كده. راح لشيخ في الحي كان معروف انه بيعالج الناس اللي عندها حالات غريبة. الشيخ بص لمروان وقال له:
"إنت مش طبيعي. الظل ده مش بتاعك. ده تابع.. حاجة بتراقبك. ومش هتسيبك غير لما تعرف السبب."

بدأ مروان يدور على السبب. واكتشف حاجة غريبة في صورته وهو طفل صغير. في صورة قديمة لقى نفسه واقف مع طفل تاني كان شبهه بالظبط.. لكنه مش موجود في أي ذكريات. لما سأل أمه عن الطفل، بدأت تبكي وقالت له:
"ده أخوك التوأم.. مات"
مروان بدأ يربط الأمور. الظل ما ده كانش مجرد ظل.. كان روح أخوه اللي مات، واللي شايف إن مروان أخذ حياته.
ظهر مرة في ليلة ، بشكل كامل وواضح، لأول مرة ما كانش مجرد ظل على الحيطة. شبه كانه هو بالظبط، وقال له بصوت مرعب:
"إنت خدت حقي.. بس أنا رجع آخده"
x

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعماق الظلام

حامل من جوز بنتي ،،النهاية،