بيت الاروح 2



أخذ إياد نفساً عميقاً، محاولاً استجماع شجاعته. أخبرته ليلى أنه يجب عليه العثور على كتاب السحر الأسود المدفون في القبو لتحرير أرواحهم. نزل إياد بحذر إلى الطابق السفلي، حيث كان القبو مظلماً وبارداً بشكل غير طبيعي. كل خطوة كانت تزيد من شعوره بالخوف، لكنه كان مصمماً على إكمال مهمته.
عندما وصل إلى القبو، فتح الباب بصعوبة، فصدر صوت صرير مزعج. داخل القبو، كانت الرطوبة تملأ المكان، والجدران مغطاة برموز غامضة ودماء قديمة. بدأ إياد بالبحث عن الكتاب بين الرفوف المتربة والصناديق المهجورة. فجأة، بدأت الأصوات تزداد قوة، همسات مخيفة، وبكاء أطفال، وصراخ امرأة.
بينما كان يبحث، شعر بأن شيئاً يتحرك خلفه. التفت بسرعة، فرأى ظلاً قاتماً يتشكل في الزاوية، يتجه نحوه ببطء. كان الظل يمثل روح زوج ليلى الشرير، الذي كان يُعرف باسم "الشيطان الأسود". كانت عيناه تلمعان بالشر، وابتسامة مرعبة تزين وجهه.
حاول إياد تجاهل الظل واستمر في البحث. أخيراً، وجد الكتاب ملفوفاً بقطعة قماش قديمة ومدممة. عندما فتحه، بدأت الصفحات تتحرك تلقائياً، وظهرت كلمات غامضة تتوهج باللون الأحمر. بدأ إياد يقرأ التعاويذ بصوت مرتعش، محاولاً السيطرة على خوفه.
كلما تقدم في قراءة التعاويذ، بدأت الأرواح المحبوسة بالظهور حوله. كانت ليلى وأطفالها يراقبون بعيون مليئة بالأمل، بينما كان الشيطان الأسود يحاول إيقافه بكل قوته. بدأت الأشياء تتحرك في القبو، الصناديق تتطاير، والرفوف تنهار، والظلال تزداد كثافة.
في لحظة حاسمة، وصل إياد إلى التعاويذ النهائية. بصوتٍ عالٍ وقوي، قرأ الكلمات الأخيرة. انفجرت طاقة قوية في المكان، وأضاءت الغرفة بضوء ساطع. صرخ الشيطان الأسود بصوت مرعب، ثم تلاشى في الهواء، وأصبحت الأرواح حرة أخيراً.
انهار إياد على الأرض، منهكاً لكنه سعيد بتحرير الأرواح. بدأت ليلى وأطفالها يتلاشون ببطء، وهم يشكرونه بابتسامات دافئة. عندما عاد إياد إلى الطابق العلوي، وجد أن البيت قد بدأ ينهار. خرج بسرعة من المنزل، وتراجع إلى مسافة آمنة، شاهد البيت ينهار تماماً، تاركاً وراءه غباراً كثيفاً.
عاد إياد إلى القرية، حيث استقبله السكان بدهشة وإعجاب. أصبحت قصته حديث الجميع، ولم يعد البيت المهجور مصدر رعب لهم. لكن إياد لم ينسَ أبداً تلك الليلة المرعبة، وتلك الأرواح المعذبة التي ساعدها على العثور على السلام



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعماق الظلام

حامل من جوز بنتي ،،النهاية،